هــذه المســؤولية التي كلفنا بها بقـدر مـا تعــد تشــريفا لناعـند البعـض فهـي تكليـفا و موثـقا غليـظا عنـد الله.

    إنني وزملائي أعضاء القيـادة الوطنيـة المنبثقـة عـن مـؤتمركم التأسيسي هذا وبفضل ما أنتجتموه من مـواثيق رسميــة للحـزب والمتمخـضة عـن أشغـاله سيكون من بيـن أهــدافنا الأسـاسية الســعي نحــو تطـوير العنصــر البشــري فكــريا و معنــويا والذي سيشـكل في نظــرنا هذا العنصر البشري العنــاية القصــوى المستهدفة من عمــل المجتمــع المتــضامن فتــوفير شــروط ازدهاره يقتضــي حتــما تــوفير شــروط بيئيــة مســاعدة علــى نمــوه فكــريا و معنــويا.

    إن تحسيــن ظــروف معيشــة المــواطن و تـرقيته فكــريا و معنــويا هـو ما يمثــل لأعضــاء قيــادتنا الوطنيــة و المحليــة و مجمـوع منــاضلنا الرغبــة الأكيــدة في إنجــاز مشــاريع برامـج متــعددة المشارب ستكون تكــون الوسيـلة المثــلى و الفعــالة لإذكــاء حــس جــديد تعتمــد فلسفتــه عــلى احترام المــواطن و الاستماع إليـه و محــاورته فيـما يطرحـه مـن انشغالات يوميـة سيـاسية كـانت أم اقتصادية ، أم اجتماعية ، أم ثقافية.....إلخ .

    أيتــها السيــدات، أيــها الســادة:
  إن الإصــلاحـات العميقــة التي بـادر بهـا فخــامة رئيــس الجمهــورية في مجــالات عـديدة كإصــلاح المنــظومة الإداريــة و إصـلاح المنـظومة التـربوية ، و أخيــرا إصـلاح المنــظومة السيــاسية تبقـى عديمة الجــدوى في ظـل منظــومة تشريعيــة كــرست عقليــة البــايلك و عــدم الإيمــان بمبــدأ التــداول عــلى السلطــة .

  ذلـك أنه في مفهومنا نحن وفي نظر المواطن العادي مـن هـذه الإصــلاحات هـو بنـاء مؤسســات دستــورية تستهــدف ضمــان مســاواة المــواطنــات و المــواطنين في الحقــوق و الواجبـات بإزالة العقبــات التـي تعــوق تفتــح شخصية الإنسـان و تحـول دون مشــاركة الجميــع في الحــياة السيــاسية،والاقتصادية، و الاجتماعية ، والثقــافية. من هـذا المنطـلـق علينــا أن نتــساءل وبكــل موضـوعية ماذا كرسـت الإصلاحــات السيــاسية الأخيــرة في ظــل تشــريع سيــاسي يقــضي علــى المنــافسة الشــريفة بيـن الأحــزاب حيث بات القــانون العضــوي للانتخابات مكـرسا التفــوق النسبــي للأحــزاب التقليــدية، وقـانون عضــوي للمــرأة جعــل منها سلعــة بيـن أيــادي السيــاسيين فـي الوقـت الـذي كـان الهــدف مـن الإصـلاحات هـو تـوسيع المشــاركة فـي الحـياة السيــاسية علـى قـدم المـساواة بين الأحــزاب التقليــدية و الأحــزاب الجـديدة، و الاختيار المتـجانس بيـن الجنسين بنـفس الحقــوق و الواجبــات و بنفــس الطمــوحات علـى قــاعدة المنــافسة السيــاسية الشــريفة بيـن الجميــع بـدل قـاعدة الديـكور وتـكريس عقليـة البـايلك، هــذه العقليــة التـي جعلــت الهــوة واسعــة بيــن الحــاكم و المحــكوم ، وشجعت مظاهر العنــف و التــطرف اللفــظي و السيــاسي حتـى أصبــح هـذا التـطرف يمـس بهيـئات و هيــاكل الأحــزاب التقليـدية نفسـها و تـجاوز الأمـر إلـى المسـاس بـرموز الدولـة و مؤسسـاتها بـدعوة حـرية التعبيـر و الديمقـراطية و التفتـح العلمــاني و لا شيء يقــال عـن الاختلاس ، الرشــوة ، التسيــب، التقصيــر ، البيـروقراطية .....الخ .

   لا شـك فـي أن ريـاح التغبيــر السيــاسي التـي مســت أكثـر من دولــة عبـر العـالم و تعـاظم شأنـها فـي الربـع العــربي جـاءت كــرد فعـل لـرفض ثقـافة المنظـومات التشريعيــة المكــرسة لعقليــة البايلك ذلـك أن قـواعد الإيمـان بمبــدإ التـداول علـى السلطـة هـو أحسـن تعبيـر عـن ثقـافة الفكـر المعتـدل ، الحكيـم و هـو تعبيــر صــادق عـن ثقـافة السـلم ، و الديمقــراطية والحــرية و غيــرها من المفاهيـم التـي تـوجد في ثقافتنــا الإسلاميــة العربــة منذ قرون .

   أخــواني أخواتي :
  إنـنا باختتام أشغـال هــذا المــؤتمر التـأسيسي و بانتخاب قيـادته الوطنية قـد سجلنـا منعطــفا تـاريخيا يضـاف إلى الرصيـد الحـضاري للجــزائر العظيمــة التـي مجــدها الأبطــال و خــلدها الشهــداء. فعودوا إلـى مواقع عملكــم ســالمين غــانمين إنشــاء الله و ستجمعنــا عـن قريــب لقــاءات مع قــاعدة عريــضة مـن المـواطنين لمختـلف طبقـات المجتمــع بهدف شــرح نــصوص الوثــائق الرسميــة للحــزب ، حــزبنا الـذي سيستــوعب الجميــع بفكــره المعــدل وببرنامجه الوسيـط.
                                    وفقــكم اللـه و الســلام عليكـم و رحمـة الله
          وختاما أعــلن عـن اختتام أشغــال المــؤتمر التأسيسي للوسيـط السيــاسي.
                                   الكاليتوس 15/09/2012